مدينة آسفي: من مركز اقتصادي حيوي إلى ساحة كارثة طبيعية غير مسبوقة

مأساة آسفي تهز المغرب
شهدت مدينة آسفي الساحلية في المغرب مأساة أودت بحياة 37 شخصاً على الأقل يوم الأحد 14 ديسمبر 2025، عندما تحولت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات مفاجئة. تقع آسفي على ساحل المحيط الأطلسي على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب الرباط، وتعد هذه الكارثة الأعنف من نوعها في المغرب خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الكارثة
فاقت التساقطات 60 ملمتر في ظرف ثلاث ساعات، مما تسبب في سيول جارفة غمرت المدينة القديمة والأحياء المنخفضة. عجزت شبكات الصرف الصحي من التعامل مع غزارة الأمطار، حيث اجتاحت السيول نحو 70 منزلاً ومحلاً تجارياً وجرفت نحو 10 سيارات. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة مشاهد صادمة للدمار الذي لحق بالمدينة التاريخية.
أهمية مدينة آسفي الاقتصادية
تتمتع مدينة آسفي بأهمية اقتصادية كبيرة في المغرب. يعتبر قطاع الصيد البحري قطاعاً حيوياً بالمدينة، وقد أصبح ميناؤها أول ميناء في صيد السردين عالمياً. كما تتميز بتوفرها على مركز جذب سياحي يتمثل في صناعة الخزف وتسويقه، والعدد الكبير من المآثر التاريخية على رأسها الأسوار البرتغالية.
الاستجابة والتضامن
دفعت السلطات المغربية بفرق الإغاثة والوقاية المدنية إلى المناطق المتضررة، واستخدمت قوارب مطاطية للوصول إلى العالقين. وفي قصة إنسانية مؤثرة، عاد سياح أجانب كانوا قد زاروا آسفي سابقاً، متضامنين، ليردّوا جزءاً من الجميل لمن أكرموهم، مما يعكس العلاقات الإنسانية القوية التي تربط المدينة بزوارها.
دروس مستقبلية
شدد نشطاء على ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، معتبرين أن البنية التحتية الحالية لم تعد قادرة على استيعاب التحولات المناخية المفاجئة. تطرح هذه الكارثة تساؤلات جدية حول جاهزية المدن المغربية لمواجهة التغيرات المناخية، وضرورة تحديث البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي. جاءت هذه الفيضانات بعد فترة طويلة من الجفاف، وانتقل المشهد من شح الأمطار إلى سيول جارفة، مما يؤكد حاجة المغرب لاستراتيجية شاملة للتعامل مع التقلبات المناخية الحادة.









