الصومال في قلب التحولات الإقليمية: بين مكافحة الإرهاب والتحالفات الاستراتيجية

0
3

مقدمة: الصومال في مفترق طرق إقليمي

يشهد الصومال تحولات جيوسياسية وأمنية غير مسبوقة في عام 2025، حيث تتقاطع التحديات الأمنية الداخلية مع التحالفات الإقليمية الجديدة التي تعيد رسم خريطة النفوذ في القرن الأفريقي. سيطر مسلحو حركة الشباب على بلدة تاردو في منطقة هيران وسط البلاد، مما يعكس استمرار التهديد الإرهابي الذي تواجهه الحكومة الصومالية.

تكتسب الأحداث في الصومال أهمية بالغة ليس فقط على المستوى المحلي، بل على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث تتقاطع مصالح القوى الكبرى في منطقة استراتيجية تطل على البحر الأحمر وتشكل نقطة عبور حيوية للتجارة الدولية.

التحديات الأمنية: حركة الشباب تصعّد هجماتها

تواصل حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة تشكيل التهديد الأمني الأبرز للصومال. قُتل 12 مسلحا من حركة الشباب وأصيب 13 آخرون في عملية عسكرية نفذتها قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطنية في محافظة جلجدود بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

على الرغم من الجهود المكثفة لمكافحة الإرهاب، تواصل الحركة السيطرة على مناطق واسعة في جنوب ووسط البلاد. حققت قوة الاتحاد الأفريقي مكاسب ملموسة ضد حركة الشباب في منطقة شبيلي السفلى، حيث طردت القوات الجماعة المسلحة من عدة مناطق، بما في ذلك بريري وسبيد وعانولي.

التحالفات الإقليمية: الدور المصري المتنامي

شهدت العلاقات بين الصومال ومصر تطورا استراتيجيا ملحوظا في 2025. القاهرة تدعم الصومال عبر تدريب القوات الصومالية وتقديم المساندة اللوجستية، كما صرح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.

رحب الوزراء بالتقدم المُحرز في تعزيز التعاون بين مصر والصومال وإريتريا من أجل تحقيق الأمن في الصومال، بما في ذلك مشاركة مصر في بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال. يأتي هذا التعاون في إطار محاولات مصر لتعزيز نفوذها في القرن الأفريقي وسط التوترات المستمرة مع إثيوبيا حول سد النهضة.

الخلاصة: مستقبل الصومال بين التحديات والفرص

يقف الصومال عند منعطف حاسم في تاريخه المعاصر، حيث تتشابك التحديات الأمنية الداخلية مع التحولات الإقليمية المتسارعة. نجاح الحكومة الصومالية في بناء مؤسسات دولة قوية وقادرة على بسط سيادتها على كامل أراضيها سيحدد مستقبل الاستقرار في المنطقة بأسرها.

تشير التطورات الأخيرة إلى أن الصومال قد يصبح ساحة للتنافس الإقليمي والدولي، مما يتطلب توازنا دقيقا في العلاقات الخارجية والتركيز على الأولويات الوطنية. تبقى مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الأمني هما المفتاح الأساسي لأي تقدم حقيقي نحو التنمية والازدهار في هذا البلد الاستراتيجي.

التعليقات مغلقة