جنوب لبنان: بين اتفاق وقف النار والواقع الميداني المتوتر

الوضع الراهن في جنوب لبنان
يشهد جنوب لبنان حالة من التوتر المستمر رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في فجر يوم 27 نوفمبر 2024، حيث تواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة. شنّ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات على وادي رومين وجبل صافي في إقليم التفاح جنوبي لبنان، في خرق واضح لبنود الاتفاق الموقع.
اتفاق وقف إطلاق النار وبنوده الرئيسية
اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان لعام 2024 هو اتفاق مؤقت لمدة ستين يوماً يهدف إلى وقف الصراع بين إسرائيل وحزب الله. يتضمن الاتفاق عدة بنود أساسية، منها سحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجي إلى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوماً، وأن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان ستكون الجماعات المسلحة الوحيدة المرخص لها بحمل الأسلحة في جنوب لبنان.
الخروقات الإسرائيلية المتكررة
على الرغم من الاتفاق، تستمر الانتهاكات الإسرائيلية بوتيرة مقلقة. أشار حزب الله إلى أن إسرائيل خرقت الاتفاق 1350 مرة منذ بدء سريانه. كما أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أن عدد الخروق الإسرائيلية بلغ 816 اعتداء بريا وجويا في الفترة بين 27 نوفمبر و22 ديسمبر. نددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بالغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان.
التحديات والمفاوضات المستمرة
عقدت في منطقة الناقورة جنوبي لبنان اجتماعات تقنية عسكرية لمتابعة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، في محاولة لضبط الأوضاع على الأرض. أعلنت الولايات المتحدة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار لثلاثة أسابيع إضافية حتى 18 فبراير 2025، مع عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاقية ورفضها سحب قواتها من جنوب لبنان.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
يبقى الوضع في جنوب لبنان حرجاً ومعقداً، حيث تتواصل الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية. يعتمد مستقبل الاستقرار في المنطقة على مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق، ودور المجتمع الدولي في الضغط لتطبيقه. السكان المحليون ينتظرون عودة آمنة إلى قراهم وبلداتهم، بينما تستمر المخاوف من تجدد التصعيد العسكري في أي لحظة.







