ولاية نهر النيل السودانية بين تحديات الحرب وصمود التعليم

المقدمة: أهمية ولاية نهر النيل في السودان
تعتبر ولاية نهر النيل إحدى الولايات الـ18 في السودان، وتمثل موقعاً استراتيجياً حيوياً للبلاد. عاصمتها مدينة الدامر، وتحدها ولاية الخرطوم من الجنوب، وولايتي كسلا والبحر الأحمر في الشرق والولاية الشمالية في الغرب وجمهورية مصر العربية من الشمال. تكتسب الولاية أهميتها من موقعها الجغرافي ومواردها الاقتصادية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 1,212,000 نسمة وتعتمد في اقتصادها على الزراعة التقليدية والحديثة.
الأحداث الأخيرة: استهداف البنية التحتية
شهدت ولاية نهر النيل في الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً في النزاع المسلح الدائر في السودان. أفاد مصدر عسكري في الجيش السوداني بأن طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع قصفت محطات للكهرباء في ولاية نهر النيل شمالي البلاد، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مدن عدة. القصف استهدف محطات التحويل الرئيسية في مدينتي عطبرة والدامر، مما تسبب في خروج الخدمة عن المدينتين ومدن أخرى بينها شندي.
قُتل اثنان من أعضاء الدفاع المدني أثناء محاولتهم إخماد الحريق الذي اندلع بعد الضربة الأولى، وأصيب عمال الإنقاذ عندما ضربت طائرة مسيّرة ثانية. هذا الهجوم يعكس حجم التحديات التي تواجهها الولاية في ظل الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
صمود التعليم رغم التحديات
رغم الظروف الصعبة، أظهر قطاع التعليم في ولاية نهر النيل صموداً ملحوظاً. أعلنت وزارة التربية والتعليم في ولاية نهر النيل نتائج الشهادة المتوسطة للعام 2025، حيث بلغت نسبة النجاح 78.4%، ما يعكس تحسناً في الأداء التعليمي للطلاب هذا العام. أكدت وزارة التربية والتعليم بالولاية اكتمال الترتيبات لإعلان النتيجة للعام 2025 في الثامن عشر من ديسمبر، متحدية بذلك صعوبات الحرب وانقطاع الكهرباء.
الخلاصة: بين الأمل والتحديات
تواجه ولاية نهر النيل معادلة صعبة بين الحفاظ على الحياة الطبيعية واستمرار الخدمات الأساسية في ظل الحرب الدائرة. استهداف البنية التحتية الحيوية مثل محطات الكهرباء يهدد حياة المدنيين ويعطل الخدمات الأساسية. لكن إصرار السلطات التعليمية على إعلان نتائج الامتحانات ومواصلة العملية التعليمية يعكس صمود المجتمع السوداني. تحتاج الولاية إلى دعم عاجل لإعادة بناء بنيتها التحتية وحماية المدنيين، بينما تستمر الحاجة الملحة لحل سياسي شامل لإنهاء الصراع في السودان واستعادة الاستقرار لهذه المنطقة الحيوية.









