نيكولاس مادورو: تحدي الضغوط الأمريكية وسط أزمة سياسية متصاعدة

مقدمة: أزمة فنزويلا في قلب التوتر الدولي
يواجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واحدة من أصعب الفترات في حكمه، حيث تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة من عام 2025. أدى مادورو اليمين لولاية رئاسية ثالثة في يناير 2025 رغم احتجاجات المعارضة الفنزويلية، مما أثار جدلاً واسعاً على الصعيدين المحلي والدولي. تمثل هذه الأزمة نقطة تحول محتملة في السياسة الإقليمية بأمريكا اللاتينية، وتضع فنزويلا في مركز الصراع بين القوى العالمية.
التصعيد الأمريكي والمكالمة الهاتفية مع ترامب
تجاهل مادورو مهلة “للخروج الآمن” حددها له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية في 21 نوفمبر. رفض ترامب معظم طلبات مادورو خلال المكالمة التي استمرت أقل من 15 دقيقة. أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 12 سفينة حربية ونشرت حوالي 15 ألف جندي في المنطقة في إطار ما تصفه واشنطن بجهود مكافحة تهريب المخدرات، بينما تعتبر كاراكاس ذلك محاولة لإجباره على التنحي.
ظهور مادورو العلني ينهي شائعات الفرار
ظهر مادورو علناً لأول مرة منذ أيام في ديسمبر 2025، منهياً تكهنات واسعة النطاق بفراره وسط تصاعد التوترات العسكرية. ظهر مادورو في حفل توزيع جوائز القهوة المتخصصة في ميراندا، وهي بلدة تقع على مشارف كاراكاس. خرج أنصار مادورو بأعداد كبيرة، مما يُظهر أن الحكومة لا تزال قادرة على حشد الجماهير، في رسالة واضحة بأنه لن يتخلى عن السلطة.
الخلاصة: فنزويلا على مفترق طرق
عزّز مادورو إجراءات أمنه الشخصي، بما في ذلك تغيير مكان نومه وهواتفه، في ظل تصاعد التهديدات الأمريكية. تتهم واشنطن مادورو بتزعم “كارتل الشموس”، ورصدت مكافأة قدرها 50 مليون دولار للقبض عليه. تشير التطورات الراهنة إلى أن المنطقة قد تشهد فترة من عدم الاستقرار المتزايد، مع استمرار الصراع بين الرئيس الفنزويلي والإدارة الأمريكية. يبقى مصير فنزويلا السياسي معلقاً وسط هذه الأزمة المتفاقمة التي تؤثر على ملايين الفنزويليين وتهدد بتداعيات إقليمية واسعة.









