منطقة هجليج النفطية: معركة جديدة على شريان الاقتصاد السوداني

0
1

سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة هجليج

أعلنت قوات الدعم السريع، الإثنين 8 ديسمبر 2025، سيطرتها على منطقة هجليج النفطية وكامل إقليم غرب كردفان، الذي يشكل مركز عصب الاقتصاد السوداني. يأتي هذا التطور بعد انسحاب الجيش من المنطقة لحماية المنشآت الحيوية فيها، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول مستقبل الإنتاج النفطي في البلاد.

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة هجليج

تحظى منطقة هجليج بأهمية استراتيجية بالغة في الاقتصاد السوداني. تنتج منطقة هجليج في الظروف الطبيعية نحو 600 ألف برميل نفط يوميا، وتشكل مصدرا رئيسيا لإيرادات السودان، رغم أن الإنتاج تراجع بشكل كبير بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

توجد بمنطقة هجليج قرابة 75 بئرا من النفط، بالإضافة إلى محطة رئيسية لضخ وتكرير ونقل النفط. كما تكمن أهمية الإقليم في أنه يشكل معبرا حدوديا مهما يربط السودان بعدد من دول الجوار، من بينها تشاد وليبيا وجنوب السودان.

التأثيرات الاقتصادية والإقليمية

للسيطرة على هجليج تداعيات خطيرة على الاقتصاد السوداني. توقف العمل بحقل هجليج يعني فقدان السودان لإنتاجه من النفط بالكامل والمقدر بين 30 و40 ألف برميل يوميا، إضافة لكل إيراداته من معالجة ونقل 50 ألف برميل من صادر نفط دولة جنوب السودان.

كما يؤثر هذا التطور بشكل مباشر على جنوب السودان، حيث تعتمد دولة جنوب السودان على هجليج في تصدير نفطه عبر أراضيها للعالم الخارجي، فضلا عن تكرير نفطها الخام في محطة المعالجة الموجودة بالحقل. السودان نفسه سوف يتكبد خسارة رسوم العبور والتصدير التي تقدر بأكثر من مليون دولار يوميا.

التحديات المستقبلية والتوقعات

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن سقوط مدينة هجليج النفطية في ولاية كردفان بيد قوات الدعم السريع يشكّل محطة حاسمة، معتبرا أن السيطرة على المدينة تمهد لفرض فاصل جغرافي قد يعزل غرب السودان عن شرقه.

في ظل هذه التطورات، أكدت مصادر حكومية أن الشركات الصينية أنهت شراكتها بعد 3 عقود بسبب المخاطر الأمنية وتعطل الإمدادات في غرب كردفان، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية ويهدد بخروج السودان من قائمة الدول المنتجة للنفط.

الخلاصة

تمثل منطقة هجليج النفطية نقطة محورية في الصراع الدائر في السودان، فهي ليست مجرد حقل نفطي، بل شريان اقتصادي حيوي يؤثر على مستقبل السودان وجنوب السودان معاً. السيطرة عليها تعكس تحول المعركة من المناطق الحضرية إلى قلب الموارد الاقتصادية، مما ينذر بتداعيات خطيرة على استقرار المنطقة بأسرها.

التعليقات مغلقة