فيروس الانفلونزا: سلالة جديدة تثير قلق الخبراء حول العالم
مقدمة: أهمية الموضوع وانتشار فيروس الانفلونزا الجديد
مع دخول فصل الشتاء، رصدت منظمة الصحة العالمية سلالة جديدة من فيروس الانفلونزا في أكثر من 34 دولة خلال الأشهر الستة الماضية، مما أثار قلق الخبراء حول العالم. السلالة الفرعية “كيه” (K) من متحورات فيروس الانفلونزا A H3N2، والتي ظهرت في عام 2025، هي السبب الرئيس وراء ارتفاع حالات الإصابة بالإنفلونزا عالمياً. يكتسب هذا الموضوع أهمية كبيرة نظراً لأن الأوبئة الموسمية تتسبب في ملايين الحالات الشديدة، ومئات الآلاف من الوفيات سنوياً، خاصة بين كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
تفاصيل السلالة الجديدة وانتشارها
أعلنت منظمة الصحة العالمية رصد السلالة الفرعية “كيه” منذ مطلع أغسطس 2025، خصوصاً في أستراليا ونيوزيلندا، ثم انتشرت بسرعة إلى مناطق أخرى. تختلف هذه السلالة عن السلالات السابقة من حيث الشدة وسرعة الانتشار، مما جعل الأطباء يصفونها بـ”الشرسة”.
تُظهر هذه السلالة أعراض الإنفلونزا المعروفة ولكن بصورة أكثر حدة، تشمل الحمى والقشعريرة والصداع والإرهاق والسعال والتهاب الحلق وسيلان الأنف. ومع ذلك، المعطيات الوبائية المتوفرة حالياً لا تشير إلى زيادة في شدة المرض المرتبط بهذه السلالة بحسب منظمة الصحة العالمية.
استراتيجيات الوقاية واللقاحات
في ظل هذه التطورات، أصبح التطعيم أكثر أهمية من أي وقت مضى. أكدت الأدلة العلمية الحديثة على دور التطعيم في تقليل نسب دخول المستشفى والوفيات المرتبطة بالإنفلونزا. يحتوي اللقاح الثلاثي لموسم 2025-2026 على السلالات التالية: A/H1N1 – A/H3N2 – B/Victoria.
شهد عام 2025 توسعاً في استخدام منصات المراقبة الرقمية والذكاء الاصطناعي في تتبع انتشار الإنفلونزا، حيث تُستخدم تطبيقات الهاتف الجوال وأنظمة الإبلاغ الإلكتروني لتحليل أنماط البحث والتفاعل في الوقت الحقيقي، مما يساعد في الاستجابة السريعة للفيروس.
الخلاصة والتوصيات
يمثل فيروس الانفلونزا وسلالته الجديدة تحدياً صحياً عالمياً يتطلب اليقظة والوقاية. ينصح الخبراء بضرورة تلقي اللقاح السنوي، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر، والالتزام بإجراءات النظافة الشخصية مثل غسل اليدين وتجنب الأماكن المزدحمة عند الشعور بالأعراض. كما تؤكد المنظمات الصحية على أهمية المراقبة المستمرة والتعاون الدولي لمواجهة هذا التهديد الصحي، مع ضرورة الاستعداد لموسم إنفلونزا قد يكون أكثر صعوبة من المواسم السابقة.
