غرب كردفان: ساحة الصراع الجديدة في قلب السودان

الأهمية الاستراتيجية لولاية غرب كردفان
تحتل ولاية غرب كردفان موقعاً استراتيجياً حيوياً في قلب السودان، حيث تعدّ بابنوسة ممرا حيويا بين الخرطوم وإقليم دارفور. وقد أصبحت الولاية مسرحاً لمعارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل حرب مستمرة منذ أبريل 2023.
تكمن أهمية كردفان الاستراتيجية في موقعها بين دارفور الخاضعة لسيطرة الدعم السريع غرباً والأراضي التي يسيطر عليها الجيش شرقاً وشمالاً، مما يجعلها ممراً حيوياً يربط معاقل الأطراف المتحاربة.
تطورات ميدانية وصراع على مدينة بابنوسة
أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة 22 وكامل مدينة بابنوسة الإستراتيجية في ولاية غرب كردفان، في حين أكد الناطق باسم حكومة غرب كردفان أن الجيش والقوات المساندة يحققون تقدما كبيرا في كافة المحاور.
تتزامن المعارك العنيفة في بابنوسة مع الهدنة التي أعلنتها قوات الدعم السريع مؤخراً من طرف واحد، مما يعكس تعقيد الأوضاع الميدانية في المنطقة.
كارثة إنسانية وتحذيرات دولية
حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن السودان يواجه خطر موجة فظائع جديدة مع انتشار القتال العنيف في منطقة كردفان. وقد وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ما لا يقل عن 269 حالة وفاة مدنية نتيجة الضربات الجوية والقصف المدفعي والإعدام الجماعي.
رُصدت حالات مجاعة في كادوقلي، بينما أُبلغ عن هجمات متواصلة في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، مما يفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة. أدى العنف إلى نزوح جماعي، حيث فر أكثر من 45 ألف شخص إلى بر الأمان داخل المنطقة أو خارجها.
الخلاصة والآفاق المستقبلية
تمثل الأوضاع في غرب كردفان فصلاً جديداً في الأزمة السودانية المتفاقمة، حيث يتقاطع الصراع العسكري مع كارثة إنسانية غير مسبوقة. المدن الرئيسية بما فيها كادوقلي والدلنج باتت تحت الحصار، مع تأكيد حالات المجاعة في كادوقلي وتهديدها لمدينة الدلنج، فيما تعيق جميع الأطراف المتحاربة وصول المساعدات الإنسانية.
وتبقى منطقة كردفان محور اهتمام دولي وإقليمي، حيث يحدد مصير المعارك فيها مستقبل الصراع في السودان بأكمله، في ظل غياب أفق واضح لحل سلمي يضع حداً لمعاناة المدنيين.









