سقوط بشار الأسد: نهاية حكم استمر 24 عامًا وبداية مرحلة انتقالية في سوريا

نهاية حقبة الأسد في سوريا
في يوم تاريخي للشعب السوري، انهار نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 خلال هجوم واسع شنته قوات المعارضة. وفي 7 ديسمبر 2024، غادر الأسد العاصمة دمشق قبيل سقوطها بيد المعارضة، منهيًا حكم عائلة الأسد الذي دام 54 عامًا، وبذلك طويت صفحة واحدة من أطول فترات الحكم الاستبدادي في المنطقة العربية.
أهمية هذا الحدث التاريخي
يمثل سقوط نظام بشار الأسد نقطة تحول جيوسياسية كبرى في المنطقة، حيث شكلت سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق نهاية لحكم عائلة الأسد، التي حكمت سوريا بنظام شمولي وراثي منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة عام 1971 إثر انقلاب عسكري. حينها فقط، أدرك الشعب السوري أن ثورته قد نجحت، وأنه قد أسقط نظام بشار الأسد بعد 13 عامًا من الثورة والصراع.
12 يومًا غيرت وجه سوريا
في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024، سقط نظام بشار الأسد في سورية، بعد نجاح عملية ردع العدوان التي خاضتها قوى الثورة السورية، وانطلقت في السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، من مناطق الشمال السوري المحرر. شنت فصائل المعارضة السورية، عملية عسكرية ضد القوات الحكومية السورية وحلفائها باسم “ردع العدوان”. وخلال هذه الفترة القصيرة، سيطرت قوات المعارضة على مدن رئيسية مثل حلب وحماة وحمص، قبل أن تصل إلى العاصمة دمشق.
مصير بشار الأسد والتداعيات الإقليمية
أعلن الكرملين مساء يوم الأحد 8 ديسمبر أن بشار الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو وأنه سيتم منحهم اللجوء لدواع إنسانية. على المستوى الإقليمي، يشكّل سقوط نظام الأسد نهايةً لحقبةٍ كانت فيها دمشق خاضعة لهيمنة إيران، التي رسم صراعها مع إسرائيل معالم التطورات في سوريا، مما يعني تحولًا جذريًا في موازين القوى بالمنطقة.
المرحلة الانتقالية وآفاق المستقبل
عينت القيادة العامة السورية محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ السورية رئيسًا جديدًا لحكومة الانتقال السورية في 10 كانون الأول/ديسمبر 2024. وقد أتاح سقوطه الآن الفرصة أمام السوريين من أجل تأسيس إطارٍ وطني جديد لمستقبل وطنهم، في ظل تحديات كبيرة تتعلق بإعادة البناء وتحقيق المصالحة الوطنية.
الخلاصة والدلالات
يمثل سقوط بشار الأسد بعد 24 عامًا من الحكم نهاية حقبة من القمع والاستبداد، وبداية مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والفرص للشعب السوري. هذا الحدث التاريخي لن يؤثر فقط على مستقبل سوريا، بل سيعيد تشكيل المعادلات الإقليمية في الشرق الأوسط بأكمله، مع احتمالات متعددة لمستقبل المنطقة تعتمد على قدرة السوريين على بناء دولة ديمقراطية مستقرة تحترم حقوق جميع مواطنيها.









