جنوب السودان: انتشار عسكري في هجليج وتحذيرات من عودة الحرب

مقدمة: أهمية التطورات في جنوب السودان
تشهد جمهورية جنوب السودان تطورات عسكرية وسياسية حرجة في ديسمبر 2025، تلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأكملها. أرسلت جنوب السودان قوات إلى السودان لحماية حقل هجليج النفطي الإستراتيجي قرب الحدود بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع عليه. يكتسب هذا التطور أهمية استثنائية نظراً لأن هجليج يُعد أكبر حقول النفط في السودان، وهو المنشأة الرئيسية لمعالجة صادرات جنوب السودان النفطية، والمصدر الوحيد تقريباً لكل إيرادات حكومة جوبا، مما يجعل أي تهديد لهذا الحقل تهديداً مباشراً لاقتصاد البلاد بأكمله.
تفاصيل الانتشار العسكري في حقل هجليج
أكد الجنرال نانق أن نشر القوات تم بموافقة رئيس جنوب السودان سلفا كير، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. يهدف هذا الاتفاق الثلاثي إلى حماية المنشآت النفطية الحيوية من أي أضرار أو تخريب. يقضي الاتفاق بانسحاب الجيش السوداني، يليه انسحاب قوات الدعم السريع من المنطقة، بهدف ضمان عدم حدوث تخريب للمنشآت النفطية، في حين تتولى قوات جنوب السودان مهمة التأمين الكاملة للحقل.
تحذيرات أممية من تدهور الأوضاع
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه جنوب السودان أزمة داخلية متصاعدة. يدخل جنوب السودان فترة من عدم الاستقرار المتزايد تتسم بالاستقطاب السياسي، وتجدد الاشتباكات المسلحة، وضغوط إنسانية شديدة، حسبما أفاد مسؤولون أمميون لمجلس الأمن. يواجه 7.5 مليون شخص في جميع أنحاء جنوب السودان انعداماً حاداً للأمن الغذائي، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. كما أن أكثر من 1.2 مليون شخص عبروا إلى جنوب السودان منذ نيسان/أبريل 2023 بسبب الحرب في السودان المجاور، مما يزيد الضغط على الأنظمة والموارد المحدودة.
الخلاصة: مستقبل غامض ينتظر جنوب السودان
تقف جنوب السودان عند مفترق طرق خطير. فمن جهة، يمثل انتشارها العسكري في حقل هجليج محاولة لحماية شريان حياتها الاقتصادي، ومن جهة أخرى، تواجه البلاد تحديات داخلية هائلة قد تدفعها نحو صراع واسع النطاق. حذر مسؤولو الأمم المتحدة من أنه بدون اتخاذ إجراء حاسم، فإن جنوب السودان يواجه خطر الانزلاق إلى حرب متجددة – حيث يتحمل المدنيون مرة أخرى التكلفة الأكبر. يتطلب الوضع الراهن تدخلاً دولياً فاعلاً ودعماً مستداماً لعملية السلام، مع ضرورة معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تهدد ملايين المواطنين.









