الهيئة الوطنية للانتخابات: حارس الديمقراطية في مصر 2025

مقدمة: أهمية الهيئة الوطنية للانتخابات

أنشئت الهيئة الوطنية للانتخابات في جمهورية مصر العربية إعمالاً لنصوص دستور 2014، لتصبح الجهة المستقلة المسؤولة عن إدارة جميع الاستحقاقات الانتخابية في البلاد. تكتسب الهيئة أهمية كبيرة في المشهد السياسي المصري، خاصة مع إشرافها على انتخابات مجلس النواب 2025 التي تُعد استحقاقاً دستورياً جديداً يؤكد التزام الدولة بترسيخ الممارسات الديمقراطية.

دور الهيئة واختصاصاتها

تختص الهيئة دون غيرها بإدارة الاستفتاءات، والانتخابات الرئاسية، والنيابية، والمحلية، بدءاً من إعداد قاعدة بيانات الناخبين وتحديثها، واقتراح تقسيم الدوائر، وتحديد ضوابط الدعاية والتمويل. يتشكل مجلس إدارة الهيئة من عشرة أعضاء من القضاء والجهات والهيئات القضائية في مصر، مما يضمن استقلاليتها وحيادها.

انتخابات مجلس النواب 2025

شهدت مصر في الأشهر الأخيرة من عام 2024 وبداية 2025 عملية انتخابية مكثفة لاختيار أعضاء البرلمان الجديد. تجري الانتخابات على مرحلتين، حيث شملت المرحلة الأولى 14 محافظة، بينما شملت المرحلة الثانية 13 محافظة. وقد شهدت العملية الانتخابية تطورات مهمة، حيث أعلنت الهيئة النتيجة الرسمية لجولة الإعادة للمرحلة الثانية، وأسفرت النتائج عن حسم 101 مقعداً فردياً.

الشفافية والنزاهة

أكد المستشار حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، أن الهيئة لا تتستر على أية مخالفات. وفي سابقة تاريخية، شدد على أن أي تجاوز حتى في لجنة فرعية، سيؤدي إلى إلغاء انتخابات الدائرة بالكامل، مما يعكس التزام الهيئة بالحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية.

الخاتمة: نحو استكمال المسيرة الديمقراطية

يتم إعلان النتيجة النهائية للانتخابات البرلمانية برمتها يوم 10 يناير 2026، وهو ما يمثل نهاية ماراثون انتخابي طويل. تؤكد الهيئة الوطنية للانتخابات من خلال أدائها على دورها المحوري في حماية الإرادة الشعبية وضمان سير العملية الديمقراطية في مصر. يمثل هذا الاستحقاق الانتخابي خطوة مهمة في مسار تعزيز الحياة الديمقراطية وترسيخ دولة المؤسسات، مع التأكيد على أن الإرادة الحقيقية للناخبين هي الفيصل في تشكيل البرلمان الجديد.