الحقيقة الكاملة: فيديو غرق المتحف المصري الكبير مضلل وقديم

انتشار واسع لفيديو مضلل
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية فيديو يظهر مياه غزيرة تغمر باحة المتحف المصري الكبير، مع ادعاءات بأن المتحف تعرض للغرق بعد أسابيع قليلة من افتتاحه في نوفمبر 2025. حقق الفيديو عشرات الآلاف من المشاهدات على منصة إكس وغيرها من المنصات، مصحوبًا بتعليقات تثير القلق حول سلامة هذا الصرح الثقافي العالمي.
تحقيقات تكشف الحقيقة
أظهرت تحقيقات أجرتها عدة مؤسسات إعلامية، بما فيها CNN بالعربية، أن الفيديو المتداول قديم ويعود إلى أبريل 2023، أي قبل افتتاح المتحف الرسمي بأكثر من عامين. استخدم المحققون تقنية البحث العكسي بعد تجزئة الفيديو إلى لقطات ثابتة، ليتبين أن المقطع ظهر للمرة الأولى في 13 أبريل 2023.
كشف مصدر رسمي بوزارة السياحة والآثار أن المقاطع المنتشرة لا تعكس الحقيقة، مؤكداً أن ما ظهر من مياه في الفيديو القديم كان ضمن التوقعات والدراسات التي أجريت خلال مراحل التصميم الهندسي للمتحف.
تصميم هندسي استثنائي
أوضح المهندس عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير، في بيان رسمي عام 2023، أنه لا صحة لوجود أي خطورة من سقوط الأمطار على محتويات المتحف، بما في ذلك تمثال الملك رمسيس الثاني في البهو العظيم. المتحف مصمم خصيصاً لاستقبال الأمطار بطريقة آمنة، حيث أن البهو العظيم مفتوح بتصميم هندسي مدروس، ومزود بأنظمة تصريف فورية للمياه.
جاء التصميم المعماري للمتحف نتيجة مسابقة عالمية عام 2002 شارك فيها نحو 1570 متسابقاً من مختلف دول العالم، وتم اختيار تصميم قدمه مهندس صيني-نرويجي بالتعاون مع فريق دولي من مهندسين من إنجلترا وأمريكا وفرنسا ومصر.
أهمية التحقق من المعلومات
تؤكد هذه الحادثة أهمية التحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الوطنية الكبرى. المتحف المصري الكبير، الذي افتتح رسمياً في نوفمبر 2025، يعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وقد صمم وفق أعلى المعايير الهندسية والتقنية العالمية للحفاظ على الآثار المصرية الثمينة.








