الجولان: بين الاحتلال الإسرائيلي والقرارات الدولية – تطورات ديسمبر 2025

أهمية الجولان الاستراتيجية والاقتصادية
تحتل هضبة الجولان أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة في المنطقة، حيث تضم أكثر من 300 منشأة إقامة سياحية تشمل فنادق ومنتجعات ووحدات التخييم الفاخر، وتعتمد على نموذج الإقامة الريفية داخل المستوطنات. كما تتمتع المنطقة بموارد طبيعية هامة ومياه وفيرة، مما يجعلها محط أنظار إسرائيل منذ احتلالها عام 1967.
التطورات الأخيرة في ديسمبر 2025
شهد شهر ديسمبر 2025 تطورات مهمة حول قضية الجولان. اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يعتبر استمرار احتلال إسرائيل وضمها لهضبة الجولان السورية غير قانوني، بـ123 صوتاً مؤيداً و7 أصوات معارضة و41 امتناعاً عن التصويت. ارتفع عدد الدول المصوتة لصالح القرار من 97 دولة العام الماضي إلى 123 دولة في العام الجاري.
في سياق متصل، بادرت إسرائيل بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر بالتوسع داخل الجنوب السوري واقتحام المنطقة العازلة في الجولان التي جرى ترسيمها في اتفاق وقف الاشتباك عام 1974، كما سيطرت على جبل الشيخ. وأقرت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوسيع المستوطنات في هضبة الجولان المحتلة قائلة إنها تصرفت في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين.
الجدل حول الخريطة السورية
أثار منشور وزارة الخارجية السورية جدلاً واسعاً بعد نشرها خارطة للبلاد بعنوان سوريا بدون قانون قيصر لم تظهر فيها مرتفعات الجولان السورية المحتلة، الأمر الذي اعتبره كثيرون خطأ فادحاً. جاء هذا المنشور بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع قانون يتضمن رفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر في 19 ديسمبر.
رغم الانتقادات على الخريطة الرسمية السورية وما تضمنته من خطأ فادح بعدم إدراج الجولان المحتل، لم تحذف وزارة الخارجية المنشور من حسابها، لكن عدة إجراءات اتُخذت تثير تساؤلات جدية حول ما إذا كان حذف الجولان من الخريطة خطأ عابراً فقط.
الخلاصة والدلالات
تبقى قضية الجولان المحتل في صميم الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تواصل إسرائيل سياسة التوسع الاستيطاني رغم القرارات الدولية المتكررة التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال. وأكد خبراء أن الجولان منطقة استراتيجية لا يمكن التنازل عنها. يشكل التطور الأخير المتعلق بالخريطة السورية تساؤلات حول الموقف السوري الرسمي من القضية، في وقت تتصاعد فيه التحركات الإسرائيلية لتعزيز سيطرتها على المنطقة استغلالاً للأوضاع الإقليمية المتغيرة.









