الجدل يشتعل حول نسب متسابق ذا فويس للموسيقار محمد فوزي

مقدمة: إحياء ذكرى أسطورة الموسيقى العربية

يعد محمد فوزي (15 أغسطس 1918 – 20 أكتوبر 1966) مغني وملحن وسينمائي مصري من أبرز رموز الفن العربي في القرن العشرين. وقد تربع “فوزي” على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات في مصر، وترك إرثاً فنياً غنياً لا يزال يتردد صداه حتى اليوم. كما أن محمد فوزي هو صاحب لحن النشيد الوطني الجزائري قسما الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، مما جعله رمزاً عربياً يتجاوز الحدود المصرية.

الأزمة الجديدة: جدل حول النسب

تصاعدت أزمة كريم الحو الذي أذهل الحضور بصوته في الحلقة الرابعة من الموسم السادس من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية “ذا فويس”، إثر إعلانه أنه حفيد الموسيقار والمطرب المصري الراحل محمد فوزي. وقد لاحظ الفنان أحمد سعد خلال حلقة “ذا فويس” التشابه بين كريم الحو والفنان الراحل وسأله مباشرة عن صلة القرابة، ليؤكد كريم أنه “فعلًا حفيد محمد فوزي”، موضحًا أن “الأخير هو ابن عم جده”.

لكن سرعان ما اشتعل الجدل، حيث تبرأت عائلة الموسيقار من كريم، واتهمته، صراحة، بـ “ممارسة الكذب، ونسب نفسه، زوراً، إلى أحفاد فوزي”. وفي تطور لافت للأزمة، هددت هيدي نبيل، حفيدة محمد فوزي، المتسابق بـ “الملاحقة القضائية الفورية إن لم يتراجع عن ادعاءاته، ويقدم اعتذاراً”.

توضيحات وردود متبادلة

قالت حفيدة الفنان في تصريح للصحافة المحلية إن” والدة كريم الحو تواصلت معها وأرسلت لها صورة من بطاقة الرقم القومي التي تبرز هوية ابنها، وهو بالفعل يحمل نسباً لعائلة الحو، التي هي عائلة فوزي، لكن هذا لا يعني أنه حفيد الموسيقار الشهير”. وفي المقابل، قام كريم الحو بالرد بمقطع فيديو وصورة بطاقته بعد تكذيب ورثة الفنان محمد فوزي له ونفيهم لأية صلة قرابة.

الإرث الفني الخالد

تذكرنا هذه الأزمة بعظمة الموسيقار الراحل وإرثه الفني الذي لا يُنسى. فقد أسس محمد فوزي شركة (مصرفون) لتكون أول شركة للأسطوانات في الشرق الأوسط، وكان رائداً في مجال الإنتاج الفني. كما قدم للسينما المصرية والموسيقى العربية إسهامات لا تُقدر بثمن عبر عشرات الأفلام ومئات الأغنيات التي لا تزال تُذاع حتى اليوم.

الخاتمة: قيمة التراث الفني

يُظهر هذا الجدل الدائر حول نسب أحد المتسابقين مدى أهمية الإرث الذي تركه محمد فوزي، حيث لا يزال اسمه يحمل قيمة فنية وتاريخية كبيرة بعد نحو ستة عقود على رحيله. وبغض النظر عن نتيجة هذه الأزمة، فإن الموسيقار الراحل يبقى أسطورة خالدة في الذاكرة الجمعية العربية، وإنجازاته الفنية تتحدث عن نفسها. تبقى القضية مفتوحة أمام القضاء لحسم مسألة النسب، لكن الثابت هو أن فن محمد فوزي سيظل حياً في قلوب محبيه عبر الأجيال.