إيلي كوهين: أسطورة التجسس الإسرائيلية

المقدمة
يُعتبر إيلي كوهين أحد أشهر العملاء السرّيين في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية وواحداً من أبرز الشخصيات في الصراع العربي الإسرائيلي. وُلد في 26 ديسمبر 1924 في الإسكندرية، مصر، وبرز كرمز للتجسّس خلال فترة الستينات، حيث ساهم بشكل كبير في جمع المعلومات الهامة عن الدول العربية، وخاصة سوريا. إن دراسة حياة كوهين وأثره على الأحداث السياسية توفر فهمًا أعمق لديناميكيات الصراع في المنطقة.
مسيرة كوهين الاستخبارية
بعد أن هاجر كوهين إلى إسرائيل في عام 1948، تطوع في الجيش الإسرائيلي ومن ثم انضم إلى وحدة الاستخبارات. سرعان ما تم تعيينه كعميل في المخابرات وهو الأمر الذي أعطاه الفرصة للوصول إلى عدة بلاد عربية. في عام 1962، تم إرساله إلى سوريا تحت اسم مستعار هو “كامل أمين ثابت”، حيث بدأ في بناء شبكة من العلاقات مع شخصيات سياسية بارزة.
كان لكوهين قدرة عظيمة على الاندماج في المجتمع السوري بفضل مهاراته الاجتماعية وفهمه للثقافة العربية. واستغل ذلك لنقل معلومات حساسة حول القوات المسلحة السورية وخططها العسكرية إلى الاستخبارات الإسرائيلية.
نهاية مأساوية
في عام 1965، تم القبض على كوهين من قبل السلطات السورية بعد أن تم كشف هويته الحقيقية. وقد شهدت محاكمته اهتمامًا دوليًا واسع النطاق، حيث رفضت سورية عرض إسرائيل لتبادل الأسرى، وقامت في 18 مايو 1965 بإعدامه. هذا الحادث ترك أثراً عميقاً على المجتمع الإسرائيلي وجعل من كوهين رمزًا للشجاعة والفداء.
تأثير وإرث كوهين
لا يزال تأثير إيلي كوهين محسوساً حتى اليوم، حيث أصبح يُنظَر إليه على أنه نموذج للعميل المثالي في الأدبيات الاستخباراتية، كما أُنتِجت عدة أفلام ومسلسلات تروي قصته. وتُعَد ذكرى كوهين مصدر إلهام للعديد من المجندين والعاملين في مجالات الأمن القومي والاستخبارات. بالإضافة الى ذلك، أثار إعدامه النقاش حول أخلاقيات التجسس ودور الاستخبارات في الصراعات.
الخاتمة
تظل قصة إيلي كوهين تذكيرًا بقضية معقدة من الأحداث التاريخية والسياسية التي شهدتها المنطقة. إن إرثه يستمر في تشكيل الأفكار حول الأمن في الشرق الأوسط ويعكس التعقيدات المستمرة للصراع العربي الإسرائيلي. من المهم فهم مثل هذه القصص التاريخية الشائكة لاستشراف مستقبل أفضل للمنطقة.